يزداد انتشار البكتيريا القاتلة عبر المحيطات بسبب المياه الدافئة كما تتزايد مخاطر التلوث وفقًا لدراسات حديثة. تعيش أنواع متعددة من بكتيريا الضمة “Vibrio ” في جميع محيطات العالم، ويتزايد عددها وينخفض بناءً على العديد من المتغيرات المختلفة مما يمكّنها من زيادة احتمالية إصابة الناس بالأمراض، وكشف التقرير الذي نُشر في دورية مجلة “الأكاديمية الوطنية للعلوم ” عن دراسته لدور تغير المناخ في الإصابة بعدوى بكتريا الضمة.
في الولايات المتحدة، تسببت بكتيريا الضمة في إصابة حوالي 80,000 حالة بالأمراض و100 حالة وفاة سنويًا. وهي من الأنواع التي تسبب مرض الإسهال القاتل ومرض الكوليرا ومرض الضَّمَّةُ الكُوليريَّة وتعتبر الكوليرا هي المسؤولة عن 142,000 حالة وفاة سنويًا حول العالم حسب منظمة الصحة العالمية .
توجد أنواع أخرى من تلك البكتريا مثل؛ بكتيريا الضَّمَّة ( vulnificus) التي يمكن أن تصيب الإنسان بالمرض عن طريق المأكولات البحرية (النيئة ) أو الغير مطبوخة جيدًا أو عند تعرض الجروح لمياه البحر الملوثة، وترتفع مخاطر العدوى عندما تزداد درجة حرارة المياه، لذا يسعى الباحثون لمعرفة ما إذا كان ارتفاع درجات الحرارة قد يلعب دورًا في تواجد هذه البكتيريا بغزارة .
ريتا كولويل -كاتبة مساعدة وپروفيسورة في جامعة ماريلاند و جامعة جون هوپكينز بلومبيرغ للصحة العامة- أوضحت أن فريقها بدأ الفحص والنظر في بيانات العوالق والكائنات الدقيقة التي تنجرف وتطفو على سطح المحيط. والتى تشمل الحيوانات الصغيرة وكذلك البكتيريا.
وقالت ريتا ” قمنا تجميع العينات المخزنة من العوالق على مدى 50 عامًا”.
جمعت عينات هذه العوالق من تسع مناطق في شمال المحيط الأطلسي وبحر الشمال في الفترة بين 1958 و 2011. في خلال هذا الإطار الزمني، ارتفعت درجات حرارة سطح البحر بحوالي 1.5 درجة مئوية.
وأخذ الباحثون عينات العوالق وقاموا بقياس مدى تواجد بكتيريا الضمة بغزارة ومقارنة تلك المعلومات بسجلات تدوين المناخ. وأيضًا بواسطة التحكم في المتغيرات الأخرى مثل ملوحة المحيطات والحموضة، وجد الباحثون أن بكتريا الضمة يزداد تواجدها بغزارة عند ارتفاع درجات حرارة سطح البحر.
وكتب الباحثون في دراستهم ” إن تكون مثل هذه الزيادات مرتبطة ارتباطًا وثيقاً بظهور عدوى بكيتريا الضمة المكتسبة بيئيًا والتي تصيب سكان شمال أوروبا والساحل الأطلسي للولايات المتحدة بصورة لم يسبق لها مثيل في السنوات الأخيرة”.
بالنسبة لمعظم البلدان النامية، يمكن أن تساعد الإدارة الجيدة للمياه على تخفيف الكثير من الضرر المرتبط بزيادة بكتيريا المحيطات. وقالت كولويل “طالما بقيت مرافق العلاج سليمة، لا أعتقد أننا سنشهد تفشي لمرض الكوليرا في أوروبا والولايات المتحدة مرة أخرى”.
قد تتواجد المشاكل بصورة أكبر في الدول النامية، حيث أن نظم الصرف الصحي غير جيدة كما أنها قد تكون أكثر عرضة لسوء الأحوال الجوية مثل الفيضانات والأعاصير. كما قد يشكل وجود البكتيريا بغزارة في تلك المناطق الساحلية خطرًا أكبر للإصابة بالأمراض بسبب المياه المالحة وفيضان المياه القليلة الملوحة الموجودة في المناطق الساحلية.
وأضافت كولويل قائلة ” إن هذه ستكون المشكلة ” .
ارتفاع درجات حرارة المحيطات يعني تحول الكثير من الممرات المائية في العالم إلى بيئة ملائمة لبكتيريا الضمة التي يبدأ نموها عندما تكون درجة الحرارة 15 درجة مئوية ، مما يزيد من احتمال تعرض البشر لهذه العدوى لأول مرة سواء من خلال المأكولات البحرية أو ذهابهم للأنشطة الترفيهية المختلفة.
وقالت كولويل أن الخطوة التالية تتمثل في وضع أساليب مسبقة للتنبؤ بوجود بكتيريا الضمة وسرعة تشخيصها باستخدام بيانات الأقمار الصناعية لتعقب العوالق التي تعيش في المحيط ونشر تقنيات تسلسل الجينوم للتعرف على البكتيريا المسببة للأمراض .
المصدر:
تعليقات
إرسال تعليق